الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحافة في مصر»

أُضيف 23 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 5:
تمر [[صحفي|الصحافة]] المصرية، الورقية والإلكترونية، بحالة [[صحة|مرض]] لغوي أضحت به سقيمة المعنى، [[فقراء|فقيرة]] اللغة، متهالكة الأسلوب ، حتى بدا قاموسها لا يحتوى على أكثر من عشرات من الكلمات لا تنضم إليها مفردة جديدة، ولا تساندها جملة سليمة، ولا تدعمها إضافات أو محسنات . عندما تعيد قراءة ما يبسطه ويفرشه وينثره عشرات من [[كلام كبير|كبار الكتاب]] على صفحات الصحف والمجلات ، أونلاينية أو مطبعية، فلا تعثر علىَ فارق في الأسلوب واللغة والمفردة ما بين كتاب عقد أو عقدين منصرمين وبين كتابات انفجرت في وجوهنا مع نهاية عصر [[حسني مبارك]] ومروراً بطنطاوي و[[محمد مرسي]] ثم عهد الردح الفضائي [[السيسي]] .اللغة الصحفية و[[الفضائيات العربية |الفضائية]] المصرية تلوث، وتروث أسماعنا، وتفسد أذواقنا، وتسفك دماء ضادنا الجديدة فلا تدري بعدها أكانت حربا على آخر معاقل ما يجمع [[العرب]]، أي اللغة و[[أم كلثوم]]، أم هي نتائج طبيعية ل[[فساد]] [[تعليم]]ي وشارعي وعائلي وإعلامي تمكن أخيرا من استبدال تشويه اللسان بقطعه.
 
اقرأ الافتتاحية لرئيس تحرير أي صحيفة [[مصر]]ية سواء على النت أو وأنت تتصفحها وتتلوث أصابعك بحبرها [[كهرباء|الأسود]] الذي يصل رئتيك قبل أنفك، فتجد هباء منثوراً، وسبابا مبثوراً، و[[شتيمة|شتائم]] مسكونة بروح القتال غير الشريف . جُمل مركبة على الهواء ، وفقرات غير متماسكة تسقط من بين ثغراتها المعاني والمقاصد والأهداف ، وتطفح عليها خربشات [[دجاج]] لا تدري بعدها هل المقال جاء مع دخان متعلق في فضاء غرزة [[حشيش|للمخدرات]] ، أم خارج لتوه من الصف الأول في [[مدرسة]] محو الأمية .وجوه مكررة , أقلام تعبث وهي تكتب ، ولا يحك الكاتب رأسه بها قبل أن يدفعها إلى تروس المطبعة، فإذا خرجت فالقاريء يقرأ [[اسم]] الكاتب ويبصم قبل أن تمر عيناه[[عين]]اه المتكاسلتان فوق حروف لا تحمل له زاداً، ولا تضيف لمعارفه معيلومة متناهية الصغر لعلها تضحى بعد حين معلومة تسدّ [[العدم|فراغا]]ً طال أمده.
 
في [[مصر]] تزدهر مصانع فبركة الخبر فهي أسهل من البحث عنه، وتستطيع أن تجلس في [[مقهى]] شعبي[[شعب]]ي تختلط فيه الثرثرة بلفائف التبغ، وصوت [[راديو|المذياع]] بصيحات لاعبي الطاولة، ومع ذلك فتخرج من كل هذا بمقال أو خبر (عاجل أحيانا) لا يصدّقه جنين أو [[طفل]] لم يبلغ الفطامَ بعد، ويتناقله [[مليون|الملايين]] كأنه تنزيل من التنزيل أو ملحق لكتاب [[مقدس]] أو وصايا نبي لم نسمع عنه من قبل . فبركة الخبر تقوم على اتفاق مبهم بين رئيس التحرير وبين ال[[صحفي]] إياه، فالأول يغمض [[عين]]يه عن افتراء أكاذيب وأباطيل الثاني، لكن هذه الصناعة القذرة والعفنة والنتنة والمتفسخة والمتخلفة تنتقل من الألسنة إلى الآذان انتقال النار في حقول الهشيم.
 
في [[مصر]] نقسم بمصداقية الخبر [[كذاب|الكاذب]] قبل فبركته، وندافع عنه فور نشره، ونستميت من أجله بعدما يصبح ملء السمع والبصر.الصحافة المصرية هي نتاج أمين لعصور القحط و[[الخوف]] والقلم [[الفهلوي]] ، لذا عندما تم اختيار المستشار أحمد رفعت ليقرأ حُكمه في قضية القرن التي شاهدها نصف سكان الكرة [[الأرض]]ية وقام بتبرئة جمال و [[علاء مبارك]]، وأحال والدهما إلىَ [[سجن]] مؤبد ظاهراً، ومستشفى فاخر وحياة أكثر رغدا من قبل من وراء ظهر المصريين، كانت لغته أسوأ وأضعف من لغة تلميذ في السنة الثانية الابتدائية ب[[مدرسة]] للتلاميذ المتأخرين في أقصى قرى الصعيد أو الأرياف.
290

تعديل