الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الصحافة في مصر»

أُضيف 4 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 7:
اقرأ الافتتاحية لرئيس تحرير أي صحيفة [[مصر]]ية سواء على النت أو وأنت تتصفحها وتتلوث أصابعك بحبرها [[كهرباء|الأسود]] الذي يصل رئتيك قبل أنفك، فتجد هباء منثوراً، وسبابا مبثوراً، و[[شتيمة|شتائم]] مسكونة بروح القتال غير الشريف . جُمل مركبة على الهواء ، وفقرات غير متماسكة تسقط من بين ثغراتها المعاني والمقاصد والأهداف ، وتطفح عليها خربشات [[دجاج]] لا تدري بعدها هل المقال جاء مع دخان متعلق في فضاء غرزة [[حشيش|للمخدرات]] ، أم خارج لتوه من الصف الأول في [[مدرسة]] محو الأمية .وجوه مكررة , أقلام تعبث وهي تكتب ، ولا يحك الكاتب رأسه بها قبل أن يدفعها إلى تروس المطبعة، فإذا خرجت فالقاريء يقرأ [[اسم]] الكاتب ويبصم قبل أن تمر عيناه المتكاسلتان فوق حروف لا تحمل له زاداً، ولا تضيف لمعارفه معيلومة متناهية الصغر لعلها تضحى بعد حين معلومة تسدّ [[العدم|فراغا]]ً طال أمده.
 
في [[مصر]] تزدهر مصانع فبركة الخبر فهي أسهل من البحث عنه، وتستطيع أن تجلس في [[مقهى]] شعبي تختلط فيه الثرثرة بلفائف التبغ، وصوت المذياع بصيحات لاعبي الطاولة، ومع ذلك فتخرج من كل هذا بمقال أو خبر (عاجل أحيانا) لا يصدّقه جنين أو [[طفل]] لم يبلغ الفطامَ بعد، ويتناقله [[مليون|الملايين]] كأنه تنزيل من التنزيل أو ملحق لكتاب [[مقدس]] أو وصايا نبي لم نسمع عنه من قبل . فبركة الخبر تقوم على اتفاق مبهم بين رئيس التحرير وبين ال[[صحفي]] إياه، فالأول يغمض [[عين]]يه عن افتراء أكاذيب وأباطيل الثاني، لكن هذه الصناعة القذرة والعفنة والنتنة والمتفسخة والمتخلفة تنتقل من الألسنة إلى الآذان انتقال النار في حقول الهشيم.
 
في [[مصر]] نقسم بمصداقية الخبر [[كذاب|الكاذب]] قبل فبركته، وندافع عنه فور نشره، ونستميت من أجله بعدما يصبح ملء السمع والبصر.الصحافة المصرية هي نتاج أمين لعصور القحط و[[الخوف]] والقلم [[الفهلوي]] ، لذا عندما تم اختيار المستشار أحمد رفعت ليقرأ حُكمه في قضية القرن التي شاهدها نصف سكان الكرة [[الأرض]]ية وقام بتبرئة جمال و [[علاء مبارك]]، وأحال والدهما إلىَ [[سجن]] مؤبد ظاهراً، ومستشفى فاخر وحياة أكثر رغدا من قبل من وراء ظهر المصريين، كانت لغته أسوأ وأضعف من لغة تلميذ في السنة الثانية الابتدائية ب[[مدرسة]] للتلاميذ المتأخرين في أقصى قرى الصعيد أو الأرياف.
326

تعديل