الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشبيحة»

'''الشبيح''' [[مصطلحات|كلمة]] مقتبسة من الشبح , وقد درج الناس في [[سوريا]] على اطلاق كلمة الشبح على [[سيارة]] المرسيدس طراز 500 لسرعتها وقوتها , ولان ميليشيات النظام ومرتزقته , كانت تتبجح على عامة الناس بما لها من امتيازات و[[سلطة|سلطات]] , وهي تجول وتجوب [[حارة|الشوارع]] والطرقات في قوافل من سيارات المرسيدس المعروفة بالشبح , تم وصف وتسمية تلك المجموعات من اعوان النظام بالشبيحة . ويقال ايضاً في تعريف كلمة الشبيحة واصلها ومصدرها , انها كلمة مقتبسة من شبح [[الموت]] , ابعده [[الله]] عنا وعنكم وعن الشعب [[سوريا|السوري]] المسكين , والشبيح كالشبح , له ملامح فظة قاسية, وعضلاته مفتولة , ويحمل معه [[الموت]] والعذاب اينما حل ورحل , ويلبس [[كهرباء|الاسود]] , و[[سلاح|سلاحه]] لا يخفيه, والقتل عنده امر عادي وتحصيل حاصل .

ليس مصطلح الشَّبِّيحةالشبيحة جديداً على [[سوريا|السوريين]] . ففي سنة 1984 ، بعدما تمكنَتمكن القائدُالقائد [[تأريخ|التاريخي]] ، [[حافظ الأسد،الأسد]] ، من القضاء على المؤامرة الاستعمارية الإمبريالية الرجعية التي مَثَّلَهامثلها تنظيمُتنظيم [[الإخوان]] المسلمين. . وجد نفسه أمام مشكلةٍ من النوع العائلي،العائلي ، إذ أتاه شقيقُهُشقيقه الأصغر،الأصغر ، رفعت الأسد،[[الأسد]] ، مطالباً بحصته من الدولة السورية التي ورثاها عن والدهما المرحوم،المرحوم ، إرثاً حلالاً،حلالاً ، مهدّداًمهدداً بشق الجيش العربي السوري إلى قسمين،قسمين ، وتدمير مدينة دمشق عن بكرة أبيها،[[الأب|أبيها]] ، إن هو لم يحصل على حصته الإرثية!. . وبحكمته المعهودة،المعهودة ، استوعب حافظُ[[حافظ الأسد]] ثورةَثورة أخيه،أخيه وأعطاه،، وأعطاه ، كما يُقاليقال في الأمثال،الأمثال ، حتى أرضاه،أرضاه ولكن؛...، ولكن فجأةً، خرج له شقيقه الآخر جميل،جميل ، مطالباً بأتعابه لقاء وقوفه إلى صفه،صفه ، ضد شقيقهما رفعت،رفعت ، فأطلق يده على المرافئ البحرية السورية،السورية ، ليجبي خَرَاجَهاخراجها جبايةً حلالاً،حلالاً ، وسمح له،له كذلك،، كذلك ، بابتكار [[فكرة]] "الشبيحة".

كانت قافلةُقافلة جميل [[الأسد]] تتألف من ست سيارات طراز "مرسيدس شَبَح"شبح (ومنها اشْتُقَّتْاشتقت [[الإسم|تسمية]] الشبيحة) ، نوافذُهانوافذها [[كهرباء|سوداء]] (فيميه)، لا تسمح لمَنْلمن في خارجها برؤية مَنْمن في داخلها. . كانت تنطلقُ،تنطلق ، في الصباح الباكر،الباكر ، من مدينة القرداحة،القرداحة ، باتجاه مدينة حلب،حلب بسرعةٍ، فائقة،بسرعة فائقة ، سالكةً الطريقَالطريق الجبليَّالجبلي المتعرج،المتعرج ، وفي حوالي الرابعة عصراً،عصراً ، كانت تعود من حيث أتتْ،أتت ، وبالسرعة نفسها.

لم يكن أحدٌأحد من [[مواطن|أهالي]] المدن والبلدات والقرى المنتشرة على طول هذا الطريق ليعرف شيئاً عن حمولة هاتيك السيارات،[[السيارة|السيارات]] ، وكانوا يخمّنونيخمنون أنها تهرب [[سلاح|الأسلحة]] والحشيش،وال[[حشيش]] ، إضافة إلى [[سيجارة|السجائر]] [[الأجنبي|الأجنبية]] . ومع مرور الزمن،الزمن ، بدأ الشبيحة الموجودون في داخلها يتعرّفونيتعرفون على الأهالي بطريقةٍ بالغة الطرافة والظرف،والظرف ، فإذا ما سَهَاسهَا أحدُأحد السائقين عن مرور القافلة،القافلة ، ولم يلتجئ إلى أقصى اليمين،اليمين ، مفسحاً لها المرورَ بسهولة،بسهولة ، سرعان ما تفتح السيارات زماميرها، وتشعل الأضواء الأمامية (السنيال)، وتتقدم نحوه بطريقةٍبطريقة مدربة مدربةٍ تؤدي إلى تطويقه في ثلاث دقائق،دقائق ، ووقتها ينزل عناصرُعناصر السيارتين،السيارتين ، الأولى والسادسة،والسادسة ، المسلحون بالبواريد الروسية،[[روسيا|الروسية]] ، ويسحبون السائق المبهوت من وراء مقوده إلى الأسفل،الأسفل ، ويعجقون عليه بأرجلهم،بأرجلهم ، ثم يتركونه،يتركونه ، ويتابعون رحلتهم الهنيّة،الهنية ، من دون أن يلتفتوا إلى الوراء. . وفي أحيانٍ أخرى،أخرى ، كان أحد الشبيحة يفتح زجاج النافذة،النافذة ، ويبصق على رجالٍرجال جالسين أمام أحد الدكاكين،الدكاكين ، فيجاوبه شبيحٌشبيح آخر بفتح زجاج نافذةٍ أخرى،أخرى ، وإفراغ مخزنٍمخزن من الرصاص في الهواء.

ومع مرور الزمن، خرج مفهوم "الشبيحة" من نطاق قافلة جميل الأسد،[[الأسد]] ، وأصبح كل مَنْمن يقوم بأعمال السلب والنهب والاغتصابوال[[اغتصاب]] ومخالفة الأنظمة والقوانين مستنداً إلى أحد المتنفذين في دائرة العائلة الحاكمة يُسمىيسمى شبيحاً، وأصبح هؤلاء يحلون المشكلات المستعصية في البلاد،البلاد ، فمن يتعرض لاحتيالٍ من أحد أبناء بلده يبرم صفقةًصفقة مع شبيحٍشبيح ما، يُحَصِّلُيحصِل له المبلغ ويأخذ نصفه ! ومن كانت له قضية عالقة في دائرةٍدائرة عدليةٍ،عدلية ، أو حكوميةٍ،حكومية ، يبرم صفقة مع أحد الشبيحة لتخليصها..

حاول النظامُ،النظام ، في أول الثورة،الثورة ، تحسين صورة الشبيحة،الشبيحة ، فأطلق عليهم [[اسم]] "الجيش الوطني" . ولكن الشعب السوري لم يتآلف مع هذه التسمية،التسمية ، وبقي يسميهم "الشبيحة" وأحياناً : قطعان الشبيحة.. والتسمية الأخيرة، في الحقيقة،الحقيقة ، أكثر دقةً وإصابةً من سابقتها. في سياق التعريف بالشبيحة , لا بد من التذكير بالتطور الحاصل في مفهوم الشبيحة , فمع انطلاق الثورة السورية , لم تعد كلمة الشبيحة كسابق عهدها, لم تعد مقتصرة على عناصر موالية للنظام [[سوريا|السوري]] من طائفة معينة , بل اصبحت تطلق على كل مدني مدفوع الاجر او مدني متطوع , مدرب على اطلاق الرصاص في الرأس وبدم بارد , ولا يتوانى عن ارتكاب كل انواع التعذيب والاهانة والقتل والسحل دون وازع او تأنيب للضمير , وربما التعريف الاكثر بلاغة لمصطلح الشبيحة هو الشعار الذي يردده الشبيح نفسه:

''يا[[بشار الأسد|بشار]] لا تهتم نحن [[الرجل|رجالك]] نشرب دم''.

حصل تطور اخر في مفهوم الشبيحة, فمهمات الشبيح لم تعد مقتصرة على القتل والارهابو[[الإرهاب|الارهاب]] وتصفية خصوم الشبيح الاول, بل اصبحت تشمل رجال [[دين]], ورجال [[فنون|فن]] , ورجال اعمال , ورجال [[وسائل الإعلام|اعلام]] , والخدمات التشبيحة اصبحت اوسع واشمل واكثر انتشاراً وتنوعاً, ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

* التشبيح الديني[[الدين]]ي.

* التشبيح [[فنون|الفني]]

* التشبيح [[سياسة|السياسي]]

* التشبيح [[دبلوماسية|الديبلوماسي]]

وغيرها من انواع التشبيح , الكل يشبح في مجاله , تحت رعاية الشبيح الاول , والجميع من دون استثناء , كل العاملين في مجال التشبيح هم من انصاف [[الرجولة|الرجال]] , والشبيحة كل الشبيحة سيختفون وعلى وجه السرعة في اول [[سيارة]] مرسيدس شبح , وكالشبح لن يبقى لهم اثر في سورية ولا في حياتنا, في القريب العاجل مع طلوع الشمس وحلول الربيع .