الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السرطان»

أُزيل 7٬479 بايت ،  قبل 16 سنة
Removing all content from page
imported>Classic 971
ط (إسترجاع المقال حتى أخر تعديل من قبل Classic 971)
(Removing all content from page)
سطر 1:
[[صورة:cancer.jpg|left|250px|]]
'''السرطان''' تحية طيبة يا جماعة , أنا مواطن [[الوطن العربي|عربي]], هاجرت الى [[اوروبا]] في عام 1948 , أنا مريض جدا و س[[الموت|أموت]] بعد حوالي ثلاثة أشهر , بعد أن أصبت بالسرطان أصبحت عالة على ال[[مجتمع]] الديناميكي الأوروبي المتحرك كالقطارات السريعة حيث أخبرني الطبيب أني مصاب بالسرطان في [[القضيب الذكري]] و أن رحيلي عن هذا [[العالم]] الفظيع إلى عالم فظيع آخر بقي له 100 يوم فقط . كمواطن من أصول [[العرب|عربية]] فإن أول مافكرت به هو يا لهوتتتتتي .. يا لهوتي.. يا لهوة.. يا لهوة , فقال لي الطبيبب [[بريطانيا|الإنجليزي]] : ما تروق يا عم, الدنيا دي رايحة يا راجل , فقلت للطبيب Dr.Dick لقد كان قضيبي منذ الصغر في انحناء نحو اليسار وكنت أعتقد ان ذلك نصيحة من [[الله|الخالق]] بأن اكون يساريا و أنظم للحزب [[الشيوعية|الشيوعي]] وبالفعل فقد إلتحقت ومع السنين وتقدمي في مراتب [[الحزب]] إزداد يسارية قضيبي وأصبح على شكل رقم 6 وبعد قيام الثورة الإسلامية في [[ايران]] و قيام المملكة [[الوهابية]] [[السعودية]] بالمنافسة و إنهيار [[جدار برلين]] حاولت تعديل هذا الانحناء ب[[المطرقة]] وقراءة بعض الأدعية الملينة الراخية للقضيب , كنت اتصور ان ذلك الإنحناء هو إحناء فكري و [[فلسفة|فلسفي]] وليس سرطاني .
 
[[الإنسان]] قبل أن [[الموت|يموت]] بسرطان القضيب يتذكر اللحظات السعيدة المستقيمة الغير منحنية. يستذكر تلك الأيام والأشخاص والأمكنة التي قضى فيها أيامه الجميلة. يستذكر فناجين [[القهوة]] وأغاني [[الأطفال]] وحنو الجدة وحكاياتها. هذا ما حصل لي بالضبط ولذلك عدت لأموت في المكان الحميم ومع الناس الحميمين. أريد أن أموت وأنا أرى [[الحب]] والأخوة و[[الشجاعة]] والجماعة. أنا بصراحة يا شباب لا أريد أن أموت وأحرق في محرقة بلدية [[اوروبا|اوروبية]] بل أريد أن أدفن في هذه الأرض ويخرج في جنازتي مئات [[الإنسان|الناس]] يسيرون حاملين على أكتافهم نعشي، ويطلقون الأدعية ويذرفون دمعات رقيقات ثم يزرعون على قبري عروق الريحان، دائمة الخضرة .
==الموت في أحضان الوطن==
[[صورة:sunni_insurgents.jpg|left|250px|]]
حاولت ان أوضح كل هذا لل[[الرجل|رجل]] الملثم الذي أوقف [[السيارة]] التي كنت فيها بالقرب من [[المثلث السني]] بالقرب من [[بغداد]] عند هبوطي فقلت له : لقد أصبحت في الستين، و[[الإنسان]]، بعد عمر طويل [[الموت|يموت]] . هذا شيء أكيد . صحيح أنني عشت في رفاه ، ولكن عندما أصبحت في الستين وجدت أنني سأموت قريبا، وأن [[الرفاه]] لن يفيدني في شيء . كيف يمكن أن أموت في بلد غريب وأدفن في أرض غريبة . هل هذا يجوز؟... ولذلك فقد عدت ، ولن أخرج من هنا أبدا ، حتى الممات . قال لي الرجل الملثم بعد ان أخذ كل ما معي من [[الدولار|الدولارات]] : إن هذا لشعور وطني رائع , إني أرى فيك مناضلا [[جهاد|مجاهدا]] عالي الهمة . لم تعد إلى [[الوطن]] لتسرح وتمرح وتربح بل جئت لتموت ، أي أنك جئت لتموت في سبيله. إننا نناضل ضد [[الشيعة]] , إنهم يموتون دون حساب ، كل ذلك في سبيل [[الوطن]] وحريته. يريدوننا ان نركع , كلا و ألف كلا سوف نخرج لهم [[اللسان|ألسنتنا]] و قضيبنا المستقيم ونهتف ب[[الشعارات]] المستقيمة الغير منحنية مستعملين لساننا المستقيم بينما سوف نستعمل [[قضيب|قضيبنا]] المستقيم جدا ل[[خازوق|خوزقة]] الأعداء . وقد أصبح لدينا أعداد كبيرة من الشهداء و الميت محترم في هذا الوطن أكثر حتى من الأحياء.
 
في هذا [[العالم]] يوجد نوعان من [[الموت]] . النوع الأول هو الموت التكنولوجي . وهو باختصار، الموت في شقة مقفلة أمام جهاز [[التلفزيون]] دون صديق أو قريب يكتشف الجثة فتتفسخ وتنتشر رائحتها فيهرع [[رجال المطافئ]] وعمال دفن الموتى لا ليكرموا الميت بل لإنقاذ الحي والعمارة من رائحة التفسخ والنتن، أو الموت في الشارع ب[[السكتة القلبية]] أو التلوث بسبب تسرب [[الإشعاع النووي]] وتناول الفروج الكيميائي. أما الموت الآخر فهو الموت الشرقي . الموت في [[الوطن]]. هنا يموت [[الإنسان]] وإلى جانبه شخص واحد على الأقل يمسك بيده ويذرف له الدموع . صحيح أنه بسبب الأمراض السارية و[[سوء التغذية]] او [[سيارة مفخخة]]، إلا أن للموت نكهة خاصة في الشرق ويمكن أن نقول رائعة.هنا يحملون الميّت على الأكتاف . يبكون ، يولولون ويندبون ، يصفعون أنفسهم ويمزقون ثيابهم. يدفن الميت بمراسم طويلة، ثم توزع [[الحلويات]] وعرق السوس . خلال يومين يستقبلون ويودعون مئات الناس الذين جاؤوا للتعزية، ويهمسون في آذان القلة المقربة كي يأتوا في اليوم الثالث . فيه ستقام [[وليمة]] هائلة للترحم على الميت ومجازاة الناس الذين تعبوا وعرقوا في توديعه. هنا إذن يموت [[الإنسان]] وهو يبتسم. الشرق العظيم يبكي أثناء [[الولادة]] ويبتسم أثناء [[الموت]]. يركب الشرقي [[سيارة مفخخة]] ويطير بها نحو مبنى يحتوي على المئات من [[الرجل|الرجال]] الأعداء الأبرياء وهو يبتسم. يحمل الشرقي على ظهره مائة كيلوغرام من [[قنبلة|القنابل]] ويفجرها أمام حافلة لنقل [[التعليم|الطلاب]] تحتل الأرض . يا له من شرق عظيم: هنا سأموت .
==مصدر==
* إقتباس فكرة من رواية السرطان للروائي نهاد سيريس .
[[تصنيف:صحة]]
[[en:Cancer]]
مستخدم مجهول