الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرشوة»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 14: سطر 14:
في العصر المملوكي ، وصل بعض قضاة الشافعية إلى مناصبهم عن طريق البذل كبدر الدين الكردي السنجاري وبدر الدين محمد بن أبي البقاء سنة 1377 ، وأتت أول إشارة على تولي قاضٍ مالكي لهذا المنصب بالبذل سنة 1380 ، حينما حاولت السلطنة عزل متوليه علم الدين سليمان البساطي المالكي عن منصبه ، فبذل أموالاً للسلطنة مقابل استمراره فتحقق له ما أراد. وشهدت [[مدن]] مصر وقائع مشابهة . تولى فخر الدين بن مسكين قضاء مدينة [[الإسكندرية]] ببذله 25 ألف درهم أيام سلطنة الناصر محمد بن قلاوون ، وذلك بحسب [[ابن بطوطة]] في كتابه تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . وذكر المقريزي أن شمس الدين أحمد بن السديد الأسنائي تولى قضاء مدينة قوص سنة 1304 ببذله مئتي ألف درهم وقيل ثمانين ألف .
في العصر المملوكي ، وصل بعض قضاة الشافعية إلى مناصبهم عن طريق البذل كبدر الدين الكردي السنجاري وبدر الدين محمد بن أبي البقاء سنة 1377 ، وأتت أول إشارة على تولي قاضٍ مالكي لهذا المنصب بالبذل سنة 1380 ، حينما حاولت السلطنة عزل متوليه علم الدين سليمان البساطي المالكي عن منصبه ، فبذل أموالاً للسلطنة مقابل استمراره فتحقق له ما أراد. وشهدت [[مدن]] مصر وقائع مشابهة . تولى فخر الدين بن مسكين قضاء مدينة [[الإسكندرية]] ببذله 25 ألف درهم أيام سلطنة الناصر محمد بن قلاوون ، وذلك بحسب [[ابن بطوطة]] في كتابه تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار . وذكر المقريزي أن شمس الدين أحمد بن السديد الأسنائي تولى قضاء مدينة قوص سنة 1304 ببذله مئتي ألف درهم وقيل ثمانين ألف .
==الوظائف الدينية==
==الوظائف الدينية==
لم تخرج وكالة بيت المال من قائمة [[موظف|الوظائف]] [[الدين]]ية التي طالتها الرشوة. روى محمد بن إياس الحنفي في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور أن السلطان الغوري ولّى هذا المنصب في أوائل سنة 1512 لشرف الدين بن روق نظير خمسة آلاف دينار حتى استخف الناس [[دماغ|عقله]] لبذله مثل هذا المبلغ في ما لا طائل منه . ويستشف عبد الرازق من ذلك أن هذه [[موظف مصري|الوظيفة]] لم تكن مربحة لصاحبها، بدليل أن الناس استخفوا عقل شرف الدين لبذله مثل هذا المبلغ الضخم عليها. ومع ذلك شاع البذل على هذه الوظيفة في بلاد الشام. ذكر صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات أن الصاحب تقي الدين بن هلال توجه إلى [[مصر]] في أيام سلطنة الكامل شعبان وبذل له ثمانين ألف درهم حتى رتبه في وكاله بيت المال والحسبة بالشام ، إلا أنه لم يعمر فيها طويلاً، فقد صرفه المظفر حاجي بعد توليه السلطنة سنة 1346، بعد أن بُذل عليها ألف دينار.
لم تخرج وكالة بيت المال من قائمة [[موظف|الوظائف]] [[الدين]]ية التي طالتها الرشوة. روى محمد بن إياس الحنفي في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور أن السلطان الغوري ولّى هذا المنصب في أوائل سنة 1512 لشرف الدين بن روق نظير خمسة آلاف دينار حتى استخف الناس [[دماغ|عقله]] لبذله مثل هذا المبلغ في ما لا طائل منه . ويستشف عبد الرازق من ذلك أن هذه [[موظف مصري|الوظيفة]] لم تكن مربحة لصاحبها، بدليل أن الناس استخفوا عقل شرف الدين لبذله مثل هذا المبلغ الضخم عليها. ومع ذلك شاع البذل على هذه الوظيفة في بلاد الشام. ذكر صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات أن الصاحب تقي الدين بن هلال توجه إلى [[مصر]] في أيام سلطنة الكامل شعبان وبذل له ثمانين ألف درهم حتى رتبه في وكاله [[بيت]] المال والحسبة بالشام ، إلا أنه لم يعمر فيها طويلاً، فقد صرفه المظفر حاجي بعد توليه السلطنة سنة 1346، بعد أن بُذل عليها ألف دينار.


لم تشهد وظيفة [[دين]]ية تزاحماً عليها من الباذلين مثلما شهدت الحسبة . المحتسب منذ عهد السلطان سيف الدين برقوق (1336 – 1399) أصبح يُعيّن بالبراطيل . وفي عام 1406 عُيّن أربعة محتسبون خلال شهر واحد ، وذلك لأن هؤلاء الأربعة تنافسوا على المنصب ، فكان كل مَن أراده لنفسه يعرض مبلغاً أكبر من المبلغ الذي عرضه سابقه ، فيناله ثم يقوم آخر فيصرف الذي قبله ، حسبما ذكر ابن حجر العسقلاني في إنباء الغمر بأنباء العمر. وشاع البذل على التدريس في المشيخة الشيخونية التي استقر فيها ناصر الدين بن العديم سنة 1409 بعد أن سعى فيها بالأموال الجزيلة ، إلا أنه لم يعمّر فيها طويلاً فسرعان ما خرج إلى [[الحج]] بعد أن استناب فيها الشهاب بن سفري ، فانتهز الشرف التباني الفرصة ووثب عليها وانتزعها منه في العام نفسه ، بحسب ما كتب شمس الدين السخاوي في كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.
لم تشهد وظيفة [[دين]]ية تزاحماً عليها من الباذلين مثلما شهدت الحسبة . المحتسب منذ عهد السلطان سيف الدين برقوق (1336 – 1399) أصبح يُعيّن بالبراطيل . وفي عام 1406 عُيّن أربعة محتسبون خلال شهر واحد ، وذلك لأن هؤلاء الأربعة تنافسوا على المنصب ، فكان كل مَن أراده لنفسه يعرض مبلغاً أكبر من المبلغ الذي عرضه سابقه ، فيناله ثم يقوم آخر فيصرف الذي قبله ، حسبما ذكر ابن حجر العسقلاني في إنباء الغمر بأنباء العمر. وشاع البذل على التدريس في المشيخة الشيخونية التي استقر فيها ناصر الدين بن العديم سنة 1409 بعد أن سعى فيها بالأموال الجزيلة ، إلا أنه لم يعمّر فيها طويلاً فسرعان ما خرج إلى [[الحج]] بعد أن استناب فيها الشهاب بن سفري ، فانتهز الشرف التباني الفرصة ووثب عليها وانتزعها منه في العام نفسه ، بحسب ما كتب شمس الدين السخاوي في كتابه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع.