الثقافة في الوطن العربي , هي مجموعة من الأفكار والنظريات والفرضيات اللتي وضعها المثقفون العرب أو المستمنون العرب , يحاول المثقفون العرب نشر الثقافة في الوطن العربي عن طريق استراتيجية تسمى الكتابة عن طريق الإستمناء , ولهذه الإستراتيجية أهداف واضحة وصريحة تتلخص بصرف الناس عمّا يستطيع الإرتقاء بمستواهم الفكري وتوجيههم نحو روايات أو كتب رديئة ترفع مستوى البلاهة لديهم , وتزيد نسبة أحلام اليقظة , ويكسب من خلالها الكاتب الإستمنائي أموالاً طائلة من جيوب الحمقى الذين يشعرون بنشوة جنسية عند إقتنائهم لأحد الكتب اللتي ضجت بها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي , ويخلف ذلك شعوراً بالإرتقاء والتميز لدى هذا الأحمق , ظناً منه بأنه وصل إلى مصافِ المثقفين والمفكرين العظماء.

الخطة

في وقت ضاعت فيه العقول بين أفخاذ العاهرات وصيحات الموضة والأغاني المملة والهابطة والفارغة من المعنى , لم تعد للشرمطة تلك القوة , وانطفأت هالة الضوء اللتي تحيط بها , ولم يعد لها هذا البريق , فأصبحت الشرمطة شيئاً عادياً لا يخلف أي شعور بالإستغراب , لذلك قررت الشرمطة أن تغير قليلاً من استراتيجاتها , لتعود قوتها القديمة إليها , لذلك أصبح للشرمطة وجه آخر , ألا وهو الشرمطة الفكرية , وهي نتاج تزاوج كاتب وعاهرة , فالكاتب يكتب والعاهرة تبحث عن أسهل الطرق لكسب المال , عن طريق تطبيق خطة رائعة ألا وهي : سر مع التيار , فأصبح الكاتب مجرد خروف يسير مع القطيع بعدما كان هو من يوجه هذا القطيع للطريق الأفضل , فمثلاً تعج صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بعبارات تافهة عن غدر الحبيب , فتذهب إحدى الكاتبات السعوديات اللتي لن أذكر اسمها لتكتب رواية عن قصة حب تافهه لا تحدث أبداً في وطننا العربي , في وقت تحتفل فيه المرأة السعودية بقيادتها للسيارة , وكشخص اعتاد أن يقرأ الروايات منذ الصغر , فإنني وبفضل الله , لم أقرأ للكتاب العرب المعاصرين أبداً , فقط اكتفيت بالكتاب القدامى أمثال العقاد ونجيب محفوظ و رضوى عاشور وأمثالهم , لأنه وببساطة يمكنني أن ألخص كل الروايات الحديثة في سطر واحد : قصة حب تافهة ليس لها أي قيمة , كل الرجال قوادين , كل الرجال خونة عرصات , هذا بالنسبة للإناث , أما بالنسبة للذكور فهنا يتجلى مبدأ السير مع القطيع و ركز جيداً هنا عزيزي القارئ : لأن القطيع قرر أن كل الرجال قوادين , يذهب هذا الذكر فيكتب أن كل الرجال خائنين أيضاً , ففي الآونة الأخيرة حسب إحصائية لم أقم بإجراءها لكنني متأكد منها : أنه من بين كل 10 روايات حديثة ستجد 10 تتحدث عن الحبيب الخائن والحبيبة العاهرة , وغدر الزمان وأسير الأحزان وإذا ما خرج أحد الكتاب عن هذا السياق , فإنه سيستغل معاناة الناس وآلامهم وأمراضهم وويلات الحرب اللتي ذاقوها كما حدث لأشقائنا في سوريا والعراق وغيرها , ليجمل قصة الحب اللتي يكتبها عن طريق حشو أحداث الحرب والموت في هذه الرواية التافهة , لتصبح آلام الناس هي الأكثر مبيعاً , خادعاً الكثير من الحمقى الذين يظنون أن أهدافه نبيلة وهو يحاول إيصال معاناة العالم للناس , لكنه مجرد كاذب ومخادع فلو أنه محق لنشر روايته ووزعها على نفقته الخاصة , أو على الأقل فلينشرها على مواقع الإنترنت , فهكذا تصل مجاناً للقارئ العربي , وبهذا تكون حققت هدفك , لكنه كاذب وتاجر , تجارة ما بعدها تجارة.

كيف تميز الأحمق؟

لقد جمعت لك عزيزي القارئ صفاتاً تستطيع من خلالها تمييز المثقفين المزيفين لذا حاول البقاء بعيداً عنهم , ولعلمك إن المثقف المزيف أشد خطراً من الغبي , لأن الغبي لا يحاول أن يغسل دماغك , بل إنه يمارس غبائه باستقلالية بعيداً عن الناس , لكن يجب علي أن أنوه أن بعض هذه الصفات موجودة في كثير من الناس , لكن هذا لا يعني أن كل من يتصف بها أحمق , بل والآن سأكتب لك هذه الصفات:

  • جاهل : فلو سألته عن الكتاب العظماء أمثال دوستويفسكي و فيكتور هوجو وليو تولستوي , لقال أنه لم يسمع بهم أبداً.
  • يحفظ ولا يفهم : يحفظ الإقتباس كما هو من الرواية لكنه لا يفهم معناه أبداً , فينشره على حسابه وحين تدخل لتناقشه في رأيك تدرك مدى فداحة الكارثة وتكتشف أنه أصلاً لم يفهم ما نشره , بل هكذا علمه أحد الكتّاب.
  • يتبع الموضة : وهنا لا أقصد في اللباس بل بالتفكير , فتراه من الأشخاص الذين لا رأي لديهم وإذا سألته عن رأيه بأحد الأشياء فإنه سيجيبك بما قرأه في الكتاب الفلاني أوالرواية الفلانية , إنه لشيء مقرفٌ حقاً.
  • يحب المظاهر : تراه يملأ حساباته بصور الروايات اللتي اشتراها , وبكتابات نسخ ولصق يتحدث فيها عن حبه للقهوة و غالباً ما يكون مدعي الثقافة من محبي القهوة المرة , لقد أصبت بقرحة في معدتي لكثرة ما شربت القهوة ونصحني الطبيب بالتوقف لكنني لم أتوقف حينها , بل توقفت حين رأيت هؤلاء الحمقى يتغزلون بالقهوة , أعني الأمر يثير القرف حقاً , لا أدري هل القهوة اللتي يشربونها مصنوعة من الثقافة , والأدمغة المطحونة؟
  • دب قطبي : باللإضافة للقهوة فإن أكثر ما يدعي مدعي الثقافه أنه يحبه هو الشتاء , مع أنني لم أفهم للآن ما علاقة الشتاء بالثقافة , هل نجيب محفوظ لم يكن يكتب إلا في الشتاء أم ماذا؟

الكتاب الأحمق

الكتاب المكتوب باللهجة العامية , أو الذي يعتمد في تسويقه على مظهر الكاتب ومدى شبهه ببراد بيت , أو يعتمد على شهرة الكاتب , أو يتحدث عن قصص حب في الوطن العربي , أو يتحدث عن غدر الحبيب والنصيب , هذه كلها كتب لافائدة منها , إلا تبذير مالك على ما لا يستحق , ابتعد عنها ولا تضيع وقتك بالتفاهات , رأيت مرةً كاتباً فرنسياً اسمه غيوم ميسو يكتب روايات عظيمة وجميلة ومليئة بالتشويق من تلك اللتي تعاد أكثر من مرة الغريب في الأمر عندما فتحت حسابه على انستجرام وجدت أن عدد متابعينه فقط 50 ألف قلة قليلة منهم عرب , وهناك كاتب عربي لن أذكر اسمه لكنه من كتّاب اللهجة العامية والمحتوى الفارغ , حين فتحت على صفحته على انستجرام وجد أن لديه 6 مليون متابع , وهنا يكمن الغباء العربي , واستغلال الكاتب لسذاجة القارئ العربي , فترى الشخصيات ا لتافهة مدعومة بقوة ولديها قاعدة جماهيرية قادرة على تحرير فلسطين لو اجتمعت , لكن الحقيقة بالرغم من قلة متابعي ميسو فإن رواياته ترجمت إلى الإنجلزية والألمانية الإسبانية والكثير من اللغات الأخرى , وفي هذا إشارة إلى الحقيقة اللتي لن تخفى وهي أن الكاتب الحقيقي هو ميسو بينما الآخر فهو مجرد لاعب خصيان حتى وإن كان متابع من قبل 6 مليون حمار ناطق.

مراجع

  • الفانوس في تجهيز العروس, كريستوفر كولومبس 1230.
  • السر الخطير في فضح الحمير , مجهول 1029.
  • الكتاب الكامل في بحر المناهل , معروف 1 ق.م.
  • الكتاب الأول في معرفة المُحَول , فرزاتشي 1346.