الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البكاء»

أُضيف 4 بايت ،  قبل 4 سنوات
لا يوجد ملخص تحرير
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 2:
'''البكاء''' أو النياحة طقس قديم عند [[العرب]] ، بدأ بالبكاء على الأطلال، ولا نعرف كيف أن العرب الذين عرفوا بأنهم من أكثر فرسان ال[[تاريخ]] بأسا ويصنفون على أنهم مقاتلون من الدرجة الأولى، جمعوا بين القلب القاسي والقلب الباكي؟ والغريب في الأمر أن البكاء على الأطلال تطور مع تطور الزمن العربي. فانتقل كالفيروس الفتاك من [[الشعر]] إلى ال[[سياسة]]. وأمسى الشعب العربي، وعلى رأسه [[وسائل الإعلام]] والكتاب و[[محلل سياسي|المحللون]] وليس الملحنون فقط والصحافيون وصحفيو الأعمدة اليومية، لا ينفكون تبكي أقلامهم على تطور البشرية في كل مكان، بينما هم واقفون أمام أطلال أمجاد ماضيهم الذي ولى دون رجعة.اليابانيون لا يبكون على أطلال وضحايا هيروشيما وناغازاكي. إنهم شعب [[السكوت|صامت]]. لا يبكي ولا ي[[ضحك]]. إنهم شعب يؤمن بأن [[الله]] خلق [[الإنسان]] ليعمل ويكتشف ويتطور، وبدلا من ذرف الدموع قرر الشعب الياباني أن عليه أن يتصبب عرقا في المصنع والحقل .
 
تختلف موجات االبكاء حسب ال[[جغرافيا]]ت الحضارية ففي الشعوب [[العربية]] توقفت الدموع في محاجرها منذ آخر دمعةٍ ذرفها عبدالله الصغير وهو يغادر [[اسبانيا|الأندلس]] طريدًا، فبكى مثل النساء مُلكًا لم يحافظ عليه مثل الرجال، وفق [[أم]]ه التي قرّعته بهذا البيت من [[الشعر]]، والذي ذهب مثلًا عربيًّا بامتياز، استفاد منه [[زعماء عرب|الحكام العرب]]، للحفاظ على أملاكهم، لا على أوطانهم. في [[أخلاق]] حكام الغرب ال[[كافر]] وثقافاتهم، على الحاكم أن يستقيل، إذا أخفق بإقناع [[برلمان عربي|البرلمان]] بقرار مصيري يمس مستقبل الشعب و[[وطن|البلد]]، أما في ثقافات حكامنا وأخلاقهم إذا كان ثمة أخلاق التي يخلو منها بند الاستقالة، فلا حاجة أساسا لعرض القرارات على المجالس النيابية، إن وجدت أصلًا، وإن عرضت لا يكون العرض إلا صوريّا، فيما تكون المصادقة قد سبقت الاجتماع.
 
عند إستقالة [[لأجنبي|أجنبي]] لا أحد يسأل لماذا استقال او استقالت غير شعوب [[العالم الثالث]] وطغاتهم فقط، ففي مثل هذه الدهشة يشترك الطرفان في العجب العجاب، فالشعوب تسأل: "منذ متى يستقيل حاكم إذا أخفق بتمرير صفقة مع البرلمان؟"، فيما يقول [[دكتاتور|الطغاة]]: "وماذا إذا فشلت الصفقة ويتناسى الطرفان أن الحكم في تلك ال[[جغرافيا]]ت تكليف لا تشريف، وأن آخر ما يفكر به الحاكم هو [[السلطة]]، فإن أحسّ وهلة بأنه لم يعد مؤهلًا لخدمة شعبه، سرعان ما ينسحب بصمت، أما دموعُه فلا تنهمر على "ملكٍ مُضاع"، بل على خدمة "مُضاعة" لشعبه، لم يستطع أن يؤديها كما كان يحلم قبل تسلّمه المنصب. في تلك البلاد، تكون [[السلطة]] عبئًا وقلقًا وعرقًا وخوفًا وحسابًا عسيرًا. وفي هذي البلاد تكون السلطة تمطّيًا ورفاهية وخدمًا وحشمًا و[[سياحة]] وأوامر.. هناك يكون الحاكم في خدمة الشعب، وهنا يكون الشعب في خدمة الحاكم.
252

تعديل