الإنتخابات اللبنانية 2018

مراجعة 10:06، 5 مايو 2018 بواسطة imported>Wiki 12345 (أنشأ الصفحة ب''''الإنتخابات اللبنانية 2018''' إنتخابات نيابية جرت في 6 مايو 2018 بعد تسع سنوات على تجميد الاستحقا...')

الإنتخابات اللبنانية 2018 إنتخابات نيابية جرت في 6 مايو 2018 بعد تسع سنوات على تجميد الاستحقاقات النيابية. لم يكن البرلمان المنتخب سوى نسخة منقحة عن البرلمان السابق. وهو أمر "طبيعي" في بلادٍ أنتجت مافيات وعصابات باسم السلطة اللبنانية. لكن ترداد ذلك لا يكفي، طالما أن المواطنين لا يريدون الخروج من قوقعتهم الاجتماعية والسياسية، في حال لم تكن مصالحهم مرتبطة بالزعيم أو الحزب أو التيار. ماذا حصل ؟ لا شيء وكل شيء. الأوضاع الأمنية المرافقة للانتخابات لا تبشّر بالخير. اشتباكات متقطعة بين فريقين سياسيين في بيروت، أفضت إلى سقوط قتيل وبضعة جرحى. اشتباكات بالسلاح الأبيض تكثفت في مختلف مناطق البلاد، بسبب الشحن الانتخابي. العائلة انقسمت سياسياً، الإخوة لا يحادثون بعضهم بعضاً بسبب الانتخابات. الأموال تُغدق بكثافة و"سعر الصوت" يتراوح بين 500 وألف دولار. المعدومون يقبلون 100 و200 دولار. سوق النخاسة البشرية أكبر مما تعتقدون في لبنان. الصحة العقلية لناخبين كثيرين مسألة فيها نظر. تقديس الزعيم ـ الإله مسألةٌ مَرَضيةٌ بحاجة إلى أطباء وعلماء نفس. صحافيون يبجّلون أحزاباً سلطوية، كمتلازمة استوكهولم المسكونة في العقل اللبنانويّ. عن أي انتخابات تتحدثون؟

"ماذا بعد؟" لا شيء. سيعود كل شيء إلى حاله. محاربة الفساد لن تكون عنواناً أساسياً لمن يرفعها. تحقيق الإنماء والإعمار لن يحصل على أيدي كل من وعد بها. لو أرادوا لفعلوا ذلك في العقود والسنوات السابقة، لا بل في ربع القرن الأخير، الذي يمسكون فيه بالسلطة. عن أي انتخاباتٍ تتحدثون، وديمقراطية التهديد بالصرف من العمل هيمنت على القطاعين الخاص والعام. "إن لم تنتخب لوائحنا، لا تأتي إلى العمل صباح الإثنين". هكذا بكل بساطةٍ تجري الانتخابات في لبنان. مضحكون الأميركيون والأوروبيون حين يتكلمون عن لبنان بصيغة أنه "البلد العربي الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط". حسناً، ديمقراطيتنا زائدة إلى درجة أن رجال أعمال يشترون الأصوات الانتخابية والشعب راضٍ، وأن رجال دين يسخّرون "هيبتهم" انتخابياً والشعب راضٍ، وأن أمراء حرب يسعرّون ويهددون والشعب راضٍ. "ديمقراطية الديكتاتورية" هو العنوان الأسلم للانتخابات اللبنانية.

أما بعد، بعض أنصار ما يسمّى بـ"المجتمع المدني" لا يقلّون سوءاً عن السلطة الحاكمة ومعارضتها المصطنعة، خصوصاً أن بعضهم مشبوهٌ أيضاً، وبعضهم الآخر نقل بندقيته في اللحظة الأخيرة من السلطة إلى المجتمع المدني. عن أي انتخاباتٍ تتحدثون، ومرشحون نيابيون كثيرون متعالون عن البشر، لا بل يعتبرون أنفسهم "أنصاف آلهة"، بما أن "الألوهية" معقودة لزعماء الصف الأول في لبنان. عن أي انتخابات تتحدثون، وبعض المرشحين يدعون بصورة غير مباشرة إلى قتل مرشحين آخرين، وآخرون يعملون على إلغاء مرشحين، وغيرهم يسعون إلى إخضاع مرشحين بالقوة الشوارعيّة؟ ما يجري في لبنان ليس عملية انتخابية بالمعنى الصحيح، بل حرب سياسية ـ مليشياوية مصطنعة، لن تؤدي سوى إلى استمرار وجودية الطبقة الحاكمة حتى إشعار آخر. هل تثقون بأن المعارضين السياسيين حالياً، هم "صادقون"؟ إن كنتم تعتقدون ذلك، فإنكم في مشكلة عويصة. الصدق لم يمرّ قط في لبنان، بلاد الكذب المتناسل، ولم يتغلغل إلى وعينا الجماعي. الكذب هو أساس الصيغة اللبنانية، وهلمّ جرا. الكذب هو ما أنتج صيغةً طوائفيةً كاذبة، ترفض علمانية الدولة، لمصلحة حرّاس الطوائف والمناطق وأمراء الحرب.

عن أي انتخاباتٍ تتحدثون وملفات الفساد تُزكّم الأنوف، ولا أحد ينوي محاربتها فعلياً. مع العلم أن محاربة الفساد تبدأ من إطاحة عبارة "شو بيطلعنا من هالمشروع؟ (أي ماذا سنستفيد مادياً من مشروع ما؟)". تلخص هذه العبارة فساداً متأصلاً في النفوس اللبنانية، لا يُمكن معالجته بصناديق اقتراع، في ظلّ قانون نسبي مشوّه. هل هذه انتخابات؟ حسناً انتخبوا ثم اندموا حين تسألون أنفسكم في أسرّتكم "ماذا بعد؟".