أمرؤ القيس واكتشاف نظرية الأمواج الصوتية

وواد كجوف العير قفر قطعته به الذئب يعوي كالخليع المعيل

مرة أخرى تبدو البساطة والبراءة البدوية على هذا البيت ، ففي ظاهره يقول ملكنا الضليل ، أنه قطع مسافرا واديا مقفرا وكان هناك ذئبا أو ذئبة تعوي. ولكن نظرة أعمق للبيت ، واعتبار أن الملك الضليل كان بخفة دمه يريد أن يضلننا ، تشير في الحال إلى إعجاز علمي رائع ، وسبق فكري كبير ، فتشبيه الوادي المقفر بجوف العير يدل على ملاسته ومن هذه الملاسة تحدث انعكاسات صوت عواء الذئب الصوتية التي تتردد كصدى في الوادي وكأنه قادم من الكثير من الذئاب كما يتضح من استخدام كلمات الخليع المعيل ، أي أن صوت الذئب الواحد (الخليع) يعود كأصوات "عياله" من الذئاب . لاحظ أن استخدام كلمة معيل يدل أيضا على تخافت الصوت مع مرور الصدى حيث أن مصراع الصوت من الذئب العيل أقل شدة من صوت أبيه الذئب .

أما استخدام كلمة "قطعته" في هذا البيت ، فيدل على ديناميكية الحركة ولأن ذلك جاء في سياق انتشار الصوت وانعكاسه ، فإن استعمالها هنا ضرب من العبقرية العلمية التي تدل على اكتشاف أمرؤ القيس للأثر المعروف بأثر دوبلر Doppler Effect . ولأن أثر دوبلر هذا لا يتم إلا في الظاهرة الموجية ، فنرى الآن جليا أن امرؤ القيس ، وفي جملة إعجازية واحدة قد تنبأ بموجية الصوت والصدى قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام من اكتشاف الغرب لهذه الظاهرة! وفي رأيي أن الأحرى بنا الآن أن نعلم أولادنا في المدارس أن أسم أثر دوبلر يجب أن يكون أثر أمرؤ القي.

أمرؤ القيس ونظريات فرويد النفسية

للأسف لا تتوفر لنا أي خبرات في علوم النفس ، ولكن بيتي المعلقة التالي يدل دون أي مجال للشك أن العالم اليهودي المشهور سيغموند فرويد قد سرق هو الآخر نظريته من شاعرنا العبقري ، الملك الضليل:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
إذا بـكى من خلفها انصرفت له بشق وتحتي شقـها لم يحول


واضح حتى لغير المتخصصين مثلي في هذا الموضوع أن امرؤ القيس كان يومئ بإضلاله المشهور لأساسية الجنس والأمومة في تكوين النفس الإنسانية . وإني لأرجو أن ينتبه إعجازيونا المتخصصون في هذا العلم لنقل الحق لنصابه في هذا الموضوع الإنساني المهم .

الإدعاء التالي مشهور على الإنترنت, حيث يقول في الرابط:

وهذا المنهج الذي اتبعه الغزالي منذ أكثر من تسعة قرون شديد التشابه بما قدمه الفيلسوف الفرنسي ديكارت وهو ما يؤكد تأثره بالفيلسوف الإسلامي الكبير وأخذه عنه؛ فقد عاش الفيلسوفان التجربة المعرفية ذاتها ، وإن كان فضل السبق والأصالة يظل الغزالي ، فعبارة الغزالي الشهير "الشك أول مراتب اليقين" التي أوردها في كتابه "المنقذ من الضلال" هي التي بنى عليها ديكارت مذهبه، وقد أثبت ذلك الباحث التونسي "العكاك" حينما عثر بين محتويات مكتبة ديكارت الخاصة بباريس على ترجمة كتاب المنقذ من الضلال ، ووجد أن ديكارت قد وضع خطًا أحمر تحت تلك العبارة ، ثم كتب في الهامش: "يضاف ذلك إلى منهجنا .

وفي روايات أخرى، يدعي الراوي أن الكتاب أخفي بعد أن أكتشفه المسلمون حفاظا على سمعة ديكارت . ونحن هنا لا ننكر بل نفخر بالتأثير العلمي الإسلامي الهائل على الحضارة الغربية ، ولكن هذه الكلمات الطفولية خير شاهد على الضحالة الفكرية والعقم العلمي الذي توصلنا إليه.

السرقة الفكرية

  • مدونة أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم