الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أيروتيكية»

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 4: سطر 4:


==الايروتيك عند العرب==
==الايروتيك عند العرب==
العرب دون شعوب الارض أكثرهم من أولع بالجنس ولهجوا بالحب وتفننوا في وصف الجسد ومفاتنه، سواء في عصر الجاهلية أو في صدر الإسلام وما تلاه من عصور. وباعتبار أن الشعر ديوان العرب فغالباً ما سيجد أي محقق في الموضوع الكثير من القصائد الأيروتيكية الفاحشة لشعراء عُلقت معلقاتهم على جدران الكعبة ومنهم طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى، أما أشهرهم فهو الايروتيكي أمرؤ القيس، ذلك العاشق الماجن والفيلسوف الرفيع الشأن والوجودي العتيق، صاحب كلهم أروغ من ثعلب ما أشبه الليلة بالبارحة، إذ نادراً ما تخلو قصائده من الأبيات الشعرية التي تتغنى بالعشق والوله الجنسي، حتى إن بعضها يصف العملية الجنسية بأدق تفاصيلها بجرأة ووضوح دون الاكتفاء بالإيحاءات والإشارات الجنسية التلميحية، كما احتوى تاريخ الأدب العربي منذ الأدب الجاهلي العديد من الكتابات الآيروسية الفاحشة، الأمر الذي سنجده في زمن التوحيدي والتيفاشي وابن حزم والجاحظ والتيجاني والإمام السيوطي والنفراوي الطبيب الفقيه صاحب “ الروض العاطر في نزهة الخاطر”، ومن تلك الكتابات التي تناولت مواضيع فقهية بنظرة جريئة وعلمية في العديد من المواضيع التي طرحتها كآداب النكاح وأنواع الجنس وأوضاعه، “تحفة العروس ومتعة النفوس” للتيجاني و شقائق الأترج في رقائق الغنج للسيوطي والأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وطوق الحمامة لابن حزم.. وغيرها من الكتب ذات العناوين والمضامين الشديدة الجرأة والتنوع.
[[العرب]] دون شعوب [[الأرض|الارض]] أكثرهم من أولع ب[[الجنس]] ولهجوا ب[[الحب]] وتفننوا في وصف الجسد ومفاتنه ، سواء في عصر الجاهلية أو في صدر [[الإسلام]] وما تلاه من عصور . وباعتبار أن [[الشعر]] ديوان [[العرب]] فغالباً ما سيجد أي محقق في الموضوع الكثير من القصائد الأيروتيكية الفاحشة لشعراء عُلقت معلقاتهم على جدران [[الكعبة]] ومنهم طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى ، أما أشهرهم فهو الايروتيكي [[الإعجاز القرآني|أمرؤ القيس]] ، ذلك العاشق الماجن و[[فلسفة|الفيلسوف]] الرفيع الشأن و[[معنى الحياة|الوجودي]] العتيق ، إذ نادراً ما تخلو قصائده من الأبيات الشعرية التي تتغنى بالعشق والوله [[الجنس]]ي، حتى إن بعضها يصف العملية الجنسية بأدق تفاصيلها بجرأة ووضوح دون الاكتفاء بالإيحاءات والإشارات الجنسية التلميحية .

احتوى [[تاريخ]] الأدب العربي منذ الأدب الجاهلي العديد من الكتابات الآيروسية الفاحشة ، الأمر الذي سنجده في زمن التوحيدي والتيفاشي وابن حزم والجاحظ والتيجاني و[[لاكتاب:نواضر الأيك في معرفة النيك|الإمام السيوطي]] والنفراوي [[الطبيب]] الفقيه صاحب “ الروض العاطر في نزهة الخاطر”، ومن تلك الكتابات التي تناولت مواضيع فقهية بنظرة جريئة وعلمية في العديد من المواضيع التي طرحتها كآداب النكاح وأنواع الجنس وأوضاعه، “تحفة العروس ومتعة النفوس” للتيجاني و شقائق الأترج في رقائق الغنج للسيوطي والأغاني لأبي فرج الأصفهاني، وطوق الحمامة لابن حزم.. وغيرها من الكتب ذات العناوين والمضامين الشديدة الجرأة والتنوع.


الغريب أننا نفاخر بتاريخنا العربي وبكوننا أصحاب الحضارة التي أعطت مفهوم الحضارة ومعناها للشعوب والأمم الأخرى وخصوصاً بالأدب بأنواعه ولكننا نضع عصابة من جهل على أعيننا أمام مُكون هام وطبيعي وعريق من هذا الأدب. والسؤال لماذا: هل كنا أكثر حرية وتسامحاً وانفتاحاً على كل المواضيع الإنسانية، أم أن ما جاء في هذا الماضي العريق برمته هو موضع شك و تساؤل؛ فإما أن نرى اللوحة كاملة بتفاصيلها المكملة بعضها لبعض أو لا ندخل معرض الحضارات أبدا ولا نقيم معارض من أساسه، تاركين لأصحاب اللحى المستدقة التي تحلل ذبح الإنسان والجنس وفق معيار واحد، أن يعززوا هذا المنهج الهمجي ويكرسوه كإرث أسود لأجيال ستنظر إلى اللون الأحمر فوق الجوري والفل وهي تغض أبصارها وتستغفر ربها لمعصية عيونها.
الغريب أننا نفاخر بتاريخنا العربي وبكوننا أصحاب الحضارة التي أعطت مفهوم الحضارة ومعناها للشعوب والأمم الأخرى وخصوصاً بالأدب بأنواعه ولكننا نضع عصابة من جهل على أعيننا أمام مُكون هام وطبيعي وعريق من هذا الأدب. والسؤال لماذا: هل كنا أكثر حرية وتسامحاً وانفتاحاً على كل المواضيع الإنسانية، أم أن ما جاء في هذا الماضي العريق برمته هو موضع شك و تساؤل؛ فإما أن نرى اللوحة كاملة بتفاصيلها المكملة بعضها لبعض أو لا ندخل معرض الحضارات أبدا ولا نقيم معارض من أساسه، تاركين لأصحاب اللحى المستدقة التي تحلل ذبح الإنسان والجنس وفق معيار واحد، أن يعززوا هذا المنهج الهمجي ويكرسوه كإرث أسود لأجيال ستنظر إلى اللون الأحمر فوق الجوري والفل وهي تغض أبصارها وتستغفر ربها لمعصية عيونها.